الإرهاب وخطر التقسيم بقلم سعيد السعدي
بعد الانتفاضات التي عرفها الشارع العربي أو ما يسمى بالربيع العربي، اخطر ما واجهته هده البلدان هو خطر التقسيم، خاصتا الدول التي قامة فيها ثورات مسلحة، والغرب هنا لم يكن مكتوفة الإيدي مما كان يجري، فحتى لو كانت هده الثورات عربية محضة ،فقد ركبت عليها القوى الخارجية والتيارات الإسلامية من الإسلام المعتدل الذي وصل السلطة في كثير من البلدان، والإسلام الثوري الراديكالي الذي بات يتحرك بشكل ملموس. والأمر ليس بصدفة خاصتا وانه يجهز على مكتسبات الشعوب التي خرج من اجلها الى الشارع.
قلت ان الغرب لطالما افشل عدة محاولات للنهضة مع محمد علي وجمال عبد الناصر وصدام وغيرهم، وهو أي الغرب، من حرض العرب بالثورة على الإمبراطورية العثمانية، وبعد سقوطها تنكر لوعوده. فدعمه لثورات لم يكن برييء ،بل له مصالح من هده الثورات، كيف لا وهو من كان ولا يزال حاجز ضد أي نهضة عربية.
وحتى لا تربح العرب أي مكتسب من هده الثورات فالرهان بالنسبة للغرب هو على داعش والأصوليات الدينية لشغل الناس بما هو هامشي والتغاضي على الصراع الحقيقي، الذي هو صراع اقتصادي بالأساس. فلا يمكن قيام نهضة إلا إذا كان مناخ امني ملائم.
فأمريكا هي من فتت العراق، وقضت على قوة عسكرية هائلة باسم الديمقراطية، تم زرعت الطائفية، وقسمت السودان، والجيش السوري استنزف كذالك لبيا أصبحت ميدان لصراع بين المليشيات، وهناك محاولة لاستنزاف الجيش المصري كأخر قوة عربية في المنطقة.
في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير كان الغرب يدعم دول الشرق الأوسط للقيام بمشاريع صغرى، كصندوق ميدا في المغرب، لجعله خاضع لسيطرة الغرب وارتباطه بالرأسمالية، وليس هناك دعم للقيام بأنشطة صناعية ضخمة (ماكرو اقتصادي) فالصناعة أم التحديث، أو قيام بصناعة أسلحة حتى لا يكون خطر على امن اسرائيل.
فمن الواضح أن النية والهدف أصبح هو التفتيت وإعادة البناء كما يحلو لهم، فكما فتت سايكس بيكو منطقة الشام ونصبت عملاء لها فرنسا وبريطانيا، الأن نراهم دمروا العراق وقسموا السودان، وبواسطة الأصولية والطاغية بشار احرقوا سوريا، وليبيا عبارة عن مليشيات متحاربة، ومحاولة استنزاف للجيش المصري. فاسرائيل تدعم الأقليات العرقية في العالم وتدفعها للمطالبة بكيانات مستقلة. كدعمهم للانفصاليين بجنوب السودان، والأكراد في العراق، والأمازيغ في شمال إفريقيا. وهناك مستجد أخرجه كاتب سيناريو داعش، وهو اضطهاد المسيحين مما يجعلهم يطالبون بدولة مسيحية تحميهم من المسلمين ويمزقون المنطقة الى دولة سنية وشيعية ومسيحية وكردية.
السدج وحدهم من يقتنعون بنظرية الخلافة، وداعش التي أتت من العدم لتفرض نفسها في وقت محدود كقوة لها وزنها على المستوى العسكري ،فالأمر ليس الا مخطط غربي لاستنزاف الجيوش العربية ،مما يسهل الطريق على القوى الامبريالية في الدخول والاستغلال واستنزاف الثروات. فلنفرض أن داعش كتنظيم تكفيري لا يصنع الا السواك، فمن أين جائته أحدت الأسلحة أليست صناعة امريكية؟
فباختصار الإرهاب الداعشي محرك من طرف من يهمه أن تشتعل المنطقة حروب ،لتباع الأسلحة الأمريكية ويغيب صوت العقل وسط صراخ التعصب الأعمى، و تستنزف كل قوى وطنية وتستغل وتنهب الثروات وتقسم المنطقة إلى دويلات متحاربة. خاصتا وان هدا الإرهاب لا يتجه الى المصالح الامريكية في المنطقة أوالى اسرائيل ككيان اغتصب الارض الاسلامية، بل يقتل المسلمين ويمزق الدين الاسلامي. والاسلام برييء منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
فأكيد أن الثورات أظهرت بان الشعوب تملك مفتاح التغير وتنزل تعبر عن نفسها لكن يبقى المستفيد الأول من الثورات وأقول الثورات المسلحة بالخصوص هو الكيان الصهيوني والأصوليات. والمقاومة فقدت حلفاء مهمين من طرف ما يسمى بالمحور الشيعي أو محور المقاومة. والعدوان الصهيوني الأخير لم ينتفض الشارع العربي ضده بالشكل المعهود وذالك بالنظر الى الحالة التي تعيشها الدول والشعوب العربية من مشاكل داخلية, وهذه الفوضى الخلاقة التى ورطت الشعوب العربية تجعلها تتجه الى الداخل أكثر من الخارج
فهل بالفعل الربيع الديمقراطي مؤامرة ؟
الباحث سعيد السعدي